Elbadry Home Furniture | Bauhaus introduced by Elbadry home furniture
قصة باوهاوس التي ألهمتنا جميعًا
Elbadry Home Furniture is established in 1932 to be a leading wooden industries company in Egypt.
furniture blogs, furniture articles, furniture designs, modern furniture designs, how to buy furniture, how to choose colors of your furniture, how to clean your furniture, woodworking knowledge, مقالات عن الاثاث, موضوعات عن الاثاث, كيف تفرش بيتك, كيف تختار ألوان الاثاث,
2548
rtl,post-template-default,single,single-post,postid-2548,single-format-standard,theme-bridge,bridge-core-3.0.1,woocommerce-no-js,qodef-qi--touch,qi-addons-for-elementor-1.5.6,qode-page-transition-enabled,ajax_fade,page_not_loaded,, vertical_menu_transparency vertical_menu_transparency_on,no_animation_on_touch,paspartu_enabled,paspartu_on_top_fixed,paspartu_on_bottom_fixed,qode_grid_1300,footer_responsive_adv,qode-content-sidebar-responsive,columns-4,qode-child-theme-ver-1.0.0,qode-theme-ver-28.7,qode-theme-bridge,disabled_footer_bottom,qode_header_in_grid,elementor-default,elementor-template-full-width,elementor-kit-1624,elementor-page elementor-page-2548
المثلث والمربع وهتلر الذي نسف كل شيء ومعماري طموح يكره الأنتريهات.. هي قصتنا اليوم!
كاتب هذا المقال
غريب الأطوار قليلًا

العام 1883، كل شيء هاديء هنا في برلين، فقط بيت المهندس جروبيوس كان يستقبل مولوده الجديد “والتر“، الذي صارت الحياة بعده كما لم تكنْ من قبل.

والتر جروبيوس كان متمردًا، وعلى عكس معظم قصص الكفاح لم تكنْ عائلته ضده، كان والده مهندسًا ناجحًا وعمه “مارتن” معماريًا تتلمذ على يد أحد أعلام العمارة “كارل شينكل” وله متحف شهير في برلين يحمل اسمه.

لم يكن “والتر” متمردًا بالشكل المألوف الذي اعتاده أبناء جيله، لم يُسجن ويكتب مذكراته لتغيّر وجه العالم، كذلك لمْ يطل شعره ويترأس فرقة غنائية تعزف ألحانًا قبيحة.

كل ما في الأمر أنه كره الزخرفة الزائدة عن الحد.

لو كنت تتوقع قصة كفاح تحمل الأسلحة وتطلق الرصاص وتدخن السيجار الكوبي.. سيخيب أملك بالتأكيد.

والتر تتلمذ على يد أحد عباقرة العمارة “هنري فان دي فيلده“، كان هذا الـ”دي فيلده” رجلًا وقوده خياله، ترتكز فلسفته في التصميم على “عندما تصمم شيئًا يجب أن تفكر في الوظيفة أولاً“، وهو ما معناه أننا لسنا بحاجة إلى عمود رخام على هيئة أسد يلتهم البرجر وسط صالة شقة متوسطة المساحة، ما دام لا وظيفة له، ولا ندري ما فائدة عمود على هيئة أسد يلتهم البرجر!

لتتخيل مدى أهمية هذا الـ”دي فيلده“، يمكنك فقط أن تعرف أنه مَن صمم مكتبة “نيتشه“، مَن نيتشه؟ رجل بشارب عملاق كان يفكر كثيراً في الخير والشر حتى أن له مذهب فلسفي تطلب بناء مكتبة لأرشفتها.

دي فيلده كان بلجيكيًا. لم نذكر ذلك من قبل؟ هذا لأننا لسنا عنصريين، لكن ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى كانت عنصرية تكره الأجانب، لذلك رحل الرجل عن ألمانيا ليعيش في سويسرا ثم بلجيكا.

دي فيلده هو مَن أسس الاتجاه الفلسفي الذي يركز على وظيفة التصميم سواء في العمارة أو تصنيع الأثاث وحتى الملابس، وكان من تلامذته “والتر” رفيقنا في الرحلة وبطل قصتنا اليوم. وهو التلميذ الذي خلف أستاذه في إدارة المدرسة الدوقية للفنون والحرف.

ما هي المدرسة الدوقية للفنون والحرف؟ هي مدرسة لتعليم الفنون والحرف! وكان “دي فيلده” مديرًا لها وصمم مبناها الذي أضيف إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ماذا عن “والتر“؟

بطلنا طوّر أفكار أستاذه، لنتذكر أفكار أستاذه؛ وظيفة التصميم.

ماذا فعل “والتر“؟

تخلص من الأثاث الكلاسيكي الذي يميل للمبالغة في الزخرفة، وكان يرى أن الزخرفة الزائدة هي ما يصنع الطبقية في المجتمع، وأن الأثاث يجب أن يشتريه الجميع سواء الغني أو الفقير.

كان هذا منطقياً خاصًة بعد حالة الركود التي أصابت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى.

اعتمد على الألوان الأساسية وهي الأحمر والأزرق والأصفر، طبعاً كان هذا منطقيًا قبل ظهور التركواز والبيستاج ولوخ نس ورأس ميدوسا.

وجود فراغات في التصميم، كان التصميم الكلاسيكي المائل للبهرجة البصرية لا يترك فراغات في التصميم، لكن وظيفياً -كما رأى والتر– تريح العين أكثر.

تمادى في ترك الفراغات حتى أن “مارسيل بروير” -معماري شهير- لخص فكر “والتر“: أريد أن أصنع أثاثاً يشعر الجالس عليه أنه جالس في الهواء.

الاعتماد على الأشكال الأساسية مثل المثلث والمربع والدائرة. البعض يفسر هذا تفسيراً معقداً بعض الشيء سنذكره بعد قليل.

المزج بين الحرفة والفن والآلة. حسنًا.. هذا يبدو سخيفًا. لنتخيل شيئًا.

أنت الآن في برلين، تمرّ على المحلات تجد الركود على وجوه الباعة، تجد قصرًا لرجلٍ ثري بأعمدة رخاميّة، تضرب يدًا بيدٍ وتهز رأسك وتتمتم “آه لو كان عمودٌ كهذا في بيتي!“، ما أعجبك هو “الفن” في صناعة العمود، وما جلب الحسرة أنك تعلم أنه يُصنع بالقطعة حسب الطلب، وأنه بالطبع باهظ الثمن. ما الحل؟

أن التصميم يمكن تنفيذه بالآلة لضمان الإنتاج الضخم منه فيما بعد وبالتبعية السعر المنخفض، وأن يكون التصميم قائم على فكرة أو concept فني ووظيفي أيضًا لضمان جمال الشكل وعملية الوظيفة.

استخدام خامات لمْ يكنْ متعارف عليها أو تلقى القبول مثل المعدن وبعض أنواع الخشب والفوم.

استغلال الإضاءة الطبيعية ومصادر دخول الهواء في تصميم الأثاث والتصميم الداخلي للبيت.

 

العام 1919، كانت مصر تهتف باسم سعد زغلول في مظاهرات عارمة، بينما “والتر” كان مشغولاً في تأسيس مدرسة “باوهاوس” التي تتبنى فكر “دي فيلده” وما طوره “والتر” مع الاستعانة بأكبر المصممين والمعلمين للتدريس.

كان بناء مقر “باوهاوس” غريبًا، أين الزخارف والأعمدة الضخمة والصالات الفخمة؟

المبنى بمقاييس زمنه كان فريدًا، كأن أحد مهندسي المستقبل عاد في آلة الزمن ليبني هذا المقر ليدهش أبناء هذا الزمن القديم.

الكثير من الفراغات، استخدام خامات الزجاج والمعدن في البناء، كان مبنى بناه “والتر” تحديًا، واعتراضاً ضمنيًا. اعتراض على..؟ اه نسينا.. كان مقر المدرسة في “فايمر” ثم انتقلت إلى “ديسوو“، المدرسة لمْ يُرحب بها في “فايمر” بفلسفتها الغريبة وطرازها المريب.

الكثير من النجاحات حققها “والتر” ليس في ألمانيا فقط، في أثينا ولندن ونيويورك -كان عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة هارفارد-، طبعًا اضطر للهجرة عام 1928 بعد الكثير من المضايقات التي أدت في النهاية إلى إغلاق المدرسة بشكل نهائي عام 1933

لماذا كره هتلر باوهاوس؟

باوهاوس كانت تحمل شعارًا يثير الغثيان لدى هتلر؛ الأثاث للجميع!، لو نادى “والتر” بأن الأثاث للجنس الآري فقط لجعله هتلر وزيراً.

لكن هتلر لم يعرف أن باوهاوس ليست مقرًا يمكن إغلاقه، هي فلسفة حملها فيما بعد الكثير من المصممين واستمرت إلى الآن مع فارق بسيط.. أن تصميمات باوهاوس لا يمكن أن يقتنيها إلا صفوة الأثرياء فقط.

نتمنى أن تكون قد عرفت بعض شيء عن مدرسة باوهاوس في التصميم والقليل عن والتر جروبس.